الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة كرة الفقراء..وجشع الأغنياء

نشر في  22 فيفري 2017  (09:45)

تفاقم الاشكال في الساحة الرياضية بتونس حول حقوق البث التلفزي بعد شدّ وجذب بلا حدود بين جامعة كرة القدم بوصفها الهيكل الراعي للعبة ونظرائها في القنوات التلفزية التونسية سواء تعلّق الأمر بالقناة الوطنية الأم أو في التلفزات الخاصة حيث حجبت الصورة عن الجمهور الرياضي جراء تجاذبات ولعبة مصالح وحسابات بين طرفي النزاع..
كرة القدم -وبعيدا عن النموذج التونسي المتفرّد شكلا ومضمونا-،هي لعبة الفقراء كما جاء في تعريفها الأول منذ الأزل قبل تحويلها مؤخرا الى ما يشبه الأصل التجاري المخصّص للربح السريع مهما اختلفت السبل..فالطرق نحو الثراء متعددة اما بطرح لزمة ترفع تسعيرة حقوق البثّ بشكل يركع المحامل الاعلامية قبل المرور الى تكتيك روابط الانترنات بشكل حصري عبر موقع جامعة الكرة وهو ما يجعلها أقرب الى بلورة تلفزيون مواز يحتكر البثّ وها أن الصلاحيات صارت تتضخّم بشكل أقصى وسائل الاعلام التونسية وهذا ما كنا نبّهنا اليه منذ أشهر عديدة وهو الأن يتحقّق على أرض الواقع..
بين هذا وذاك دفع المواطن العادي فارق التسعيرة في الخلاف القائم والذي لا يعنيه في شيء طالما أنه بات محروما من مشاهدة نشاط البطولة والكأس المحلييّن...وسيضطر الغالبية للعودة عدة عقود الى الوراء بالاكتفاء بالبثّ الاذاعي الذي نحمد الله أن جامعة الجريء لن تجد الطريقة ولا اليد الطولى التي تكفل "صنصرته" والا فانّها لن تتوانى عن فعل ذلك..
تداعيات حجب الصورة عن ملاعبنا لا تتوقف عند حدود مصادرة حقّ المواطن التونسي في مشاهدة كرة قدم محلية دون اللجوء الى التشفير أو دفع أداءات اضافية عن خدمات الانترنات في زمن تحالفت فيه موانع المشاهدة عند استحضار "الويكلو" أو طاقة الحضور الجزئية في أفضل الحالات.. ومع كلّ ما سبق ذكره فانه لا يمكن المرور في صمت عن تجاوزات خطيرة تحصل تحت شمّاعة غياب البث التلفزي بما أن سيناريوهات التظلّم من الأخطاء التحكيمية و"الغورة" بالمعنى الصريح للكلمة باتت تحضر عند سرد نتاج كلّ جولة..وبما أن الجامعة حجبت الرؤية ووفّرت أرضية خصبة لتكاثر مثل هذه التجاوزات..فما عليها الا السعي للتخفيف من حدّة احتقان لم تعد حكرا على "أقسام الظلام" فحسب بل استشرت أيضا حتى بين الكبار في كرة سمتها الجشع والاحتكار..


طارق العصادي